يُعد علاج زوائد القولون من الموضوعات الطبية المهمة التي تهم فئة كبيرة من الناس، خاصة أن هذه الزوائد قد تمر دون أعراض واضحة في البداية، لكنها أحيانًا تكون مؤشرًا على أمراض أكثر خطورة إن لم تُكتشف مبكرًا. وتُعرف زوائد القولون، أو ما يُسمى بـ”اللحمية”، بأنها نموٌّ غير طبيعي في بطانة القولون أو المستقيم، وقد تكون حميدة أو تتحوّل بمرور الوقت إلى خلايا غير طبيعية إذا لم تُزال في الوقت المناسب.
في هذا المقال، نوضح بالتفصيل ما هي زوائد القولون، الأعراض التي تصاحبها، علاجها، كما نوضح أهم الأسئلة الشائعة التي تتعلق بعلاج زوائد القولون.
ما هي زوائد القولون؟
قبل الحديث عن علاج زوائد القولون، يجب معرفة طبيعتها، الزوائد هي انتفاخات صغيرة تتكوّن داخل جدار القولون، وتشبه نتوءات ناعمة أو أشكالًا فطرية، وتختلف في الحجم من بضعة ملليمترات إلى عدة سنتيمترات.
تظهر غالبًا نتيجة خلل في نمو الخلايا، وغالبًا لا يشعر المريض بوجودها إلا عند إجراء منظار القولون الروتيني أو عند ظهور أعراض مثل: النزيف والتقلصات.
كيف أعرف زوائد القولون؟
من الصعب اكتشاف الزوائد دون فحص، لأنها غالبًا لا تسبب أعراضًا واضحة. لكن يمكن للطبيب تشخيصها من خلال:
- منظار القولون الكامل: وهو الأدق، حيث يمكن رؤية الزوائد مباشرة وإزالتها في الجلسة نفسها.
- منظار القولون الافتراضي (بالأشعة المقطعية): يكشف وجود الزوائد في البطن، لكنه لا يتيح إزالتها.
- اختبار البراز للدم الخفي: يُستخدم كفحص مبدئي للكشف عن النزيف غير المرئي.
لذلك، يُنصح بإجراء الفحص الدوري كل 3 إلى 5 سنوات، خاصة لمن لديهم تاريخ عائلي أو عوامل خطر مثل التدخين والسمنة.
أعراض زوائد لحمية في القولون
من المهم التعرف على أعراض زوائد القولون لأنها قد تساعد في الكشف المبكر قبل حدوث أي مضاعفات، تشمل الأعراض الشائعة:
- وجود دم في البراز.
- تغيّر في نمط الإخراج ما بين إمساك أو إسهال متكرر.
- ألم أو تقلصات في البطن.
- شعور بعدم اكتمال الإخراج بعد التبرز.
في بعض الحالات لا يشعر المريض بأي أعراض، لذا ينصح الأطباء بإجراء فحص دوري بعد سن الخمسين أو قبل ذلك لمن لديهم تاريخ عائلي للمرض.
هل لحميات القولون سرطان؟
هذا السؤال يُطرح كثيرًا عند الحديث عن علاج زوائد القولون، وفي الواقع ليست كل الزوائد سرطانية، ومعظمها يكون حميدًا، لكن بعض الأنواع مثل “الزوائد الغدية” قد تتحول إلى خلايا سرطانية إذا لم تُستأصل في الوقت المناسب.
ولهذا السبب، يُعتبر الكشف المبكر وإجراء المنظار أفضل وسيلة للوقاية من سرطان القولون، حيث يتم اكتشاف اللحمية وإزالتها في نفس الوقت.
الفرق بين الزوائد الحميدة والسرطانية
تُقسم الزوائد عادة إلى نوعين:
- زوائد حميدة: لا تتحول إلى سرطان وغالبًا لا تحتاج إلا إلى المراقبة “غير غدية”.
- زوائد غدية: هي الأكثر خطورة، وقد تتحول إلى خلايا سرطانية بمرور الوقت.
لذلك، فإن علاج زوائد القولون المبكر بالمنظار يُعتبر خطوة وقائية ضد سرطان القولون، وكما أنه السبب الرئيسي لتوصية الأطباء بالقيام بالفحص المنتظم للفحص المبكر.
ما هو علاج نتوءات القولون؟
علاج زوائد القولون يعتمد على نوعها وحجمها وعددها:
- في الحالات البسيطة، يمكن إزالتها تمامًا أثناء المنظار دون الحاجة لجراحة.
- أما إذا كانت الزوائد كبيرة أو في موضع يصعب الوصول إليه، فقد يُستخدم منظار متقدّم بتقنيات حديثة مثل مناظير الفراغ الثالث التي تمنح الطبيب رؤية أفضل وقدرة دقيقة على الاستئصال.
- من النادر جدًا اللجوء إلى الجراحة المفتوحة، خاصة مع التطور الكبير في تقنيات المناظير التي جعلت العلاج أكثر أمانًا وأقل ألمًا.
متى يحتاج المريض إلى المنظار؟
يُوصي الأطباء بالمنظار في الحالات التالية:
- ظهور دم بالبراز أو فقر دم مجهول السبب.
- ألم مزمن في البطن أو تغيّر مفاجئ في حركة الأمعاء.
- وجود تاريخ عائلي بسرطان القولون.
- عند الاشتباه بوجود لحمية أو زوائد بناءً على نتائج التحاليل أو الأشعة.
يُعد المنظار التشخيصي والعلاجي معًا الوسيلة الأهم في علاج زوائد القولون، لأنه يكشف المشكلة ويعالجها في جلسة واحدة دون ألم أو مضاعفات تُذكر.
إزالة لحمية القولون بالمنظار
يُعتبر علاج زوائد القولون بالمنظار هو الخيار الأمثل والأكثر استخدامًا عالميًا، أثناء الفحص بالمنظار، يتم إدخال أنبوب رفيع مزود بكاميرا وأدوات دقيقة عبر المستقيم، ويقوم الطبيب بتحديد الزوائد واستئصالها دون جراحة.
العملية تستغرق عادة من 20 إلى 60 دقيقة، ويعود المريض لحياته الطبيعية في اليوم التالي تقريبًا، من مميزات إزالة لحمية القولون بالمنظار أنها:
- لا تحتاج لتخدير كلي.
- وتُقلل من فرص النزيف أو العدوى.
- كما تسمح بفحص الزائدة في المختبر لتحديد طبيعتها بدقة.
كيف يتم إزالة لحمية القولون؟
تتم إزالة لحمية القولون بالمنظار باستخدام أداة صغيرة تمر من خلال المنظار لقص الزائدة من جدار القولون. في بعض الحالات تُستخدم حلقة معدنية ساخنة لقطع اللحمية وإغلاق الأوعية الدموية في نفس الوقت لمنع النزيف، بعد الاستئصال، تُرسل العينة إلى المختبر لتحديد نوع الخلايا، إذا كانت حميدة، فلا حاجة لأي تدخل إضافي يكفي الاستئصال فقط في هذه الحالة.
هذه الطريقة جعلت علاج زوائد القولون أسهل وأكثر أمانًا من أي وقت مضى، دون الحاجة لجراحة أو إقامة طويلة في المستشفى.
علاج الزوائد اللحمية في القولون بالأعشاب
على الرغم أن علاج زوائد القولون الفعّال يتم بالمنظار، إلا أن بعض المرضى يلجؤون للأعشاب كوسيلة مساعدة لتحسين صحة القولون وتقليل الالتهابات الموجودة في الجهاز الهضمي، ومن أبرز هذه الأعشاب:
- الكركم: يحتوي على مادة الكركمين المضادة للالتهاب، والتي قد تساعد في الحد من نمو الخلايا غير الطبيعية.
- الزنجبيل: يحسّن الهضم ويقلل من التهيج داخل القولون.
- النعناع: يخفف الغازات والتقلصات، ويهدئ بطانة الأمعاء.
لكن يجب التأكيد أن هذه الأعشاب لا تُعتبر بديلاً عن المنظار أو العلاج الطبي، كما أنها لا تحمل أي تأثير لإزالة الزوائد الموجودة بالفعل، بل تُستخدم فقط كمكمل داعم تحت إشراف الطبيب.
ما هو المشروب الذي يخفف تهيج القولون؟
من أكثر الأسئلة التي تُطرح بعد علاج زوائد القولون هو كيفية تهدئة القولون بعد العملية. يُنصح بتناول مشروبات طبيعية تساعد على تقليل التهيّج، مثل:
- مشروب النعناع: يخفف التقلصات ويهدئ بطانة القولون.
- اليانسون: يساعد على استرخاء العضلات الهضمية ويقلل الانتفاخ.
- الكاموميل (البابونج): له تأثير مهدئ ويقلل الالتهابات.
- الزنجبيل: يحسّن عملية الهضم ويُخفف الغثيان.
هذه المشروبات لا تُعالج الزوائد نفسها، لكنها تساعد على تخفيف الأعراض الهضمية المزعجة وتُهيئ الجهاز الهضمي للتعافي.
ما بعد علاج زوائد القولون
بعد إزالة الزوائد بالمنظار، يجب على المريض اتباع بعض الإرشادات للحفاظ على صحة القولون ومنع عودة الزوائد مجددًا:
- تناول غذاء غني بالألياف؛ لتنظيم حركة الإخراج، مثل الخضروات والفواكه.
- شرب كميات كافية من الماء على مدار اليوم.
- تقليل تناول اللحوم الحمراء والدهون المشبعة، والأطعمة صعبة الهضم.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- الامتناع عن التدخين والكحول.
- كما يُنصح بمتابعة الفحص الدوري بعد سن الأربعين، خاصة لمن لديهم تاريخ عائلي لأن احتمال ظهور زوائد جديدة وارد بمرور الوقت.
ترشيح الطبيب الأنسب لعلاج زوائد القولون
علاج زوائد القولون يحتاج إلى دقة وخبرة في استخدام المناظير الحديثة، نرشّح الدكتور كريم عصام لأنه:
استشاري الجهاز الهضمي والمناظير بالقصر العيني – جامعة القاهرة، رائد مناظير الفراغ الثالث في مصر والعالم العربي، خبير في علاج مشاكل الجهاز الهضمي المزمنة باستخدام أحدث تقنيات مناظير الجهاز الهضمي مثل POEM ومناظير الفراغ الثالث.
المصادر: